حقائق عن رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية

يُعدّ أبراهام لينكولن، الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، من أبرز الشخصيات التي تركت بصمة هائلة في تاريخ الولايات المتحدة. لقد ارتبط اسمه بتحرير العبيد والحفاظ على وحدة الاتحاد خلال الحرب الأهلية الأمريكية. في هذا المقال، نستعرض أبرز الحقائق المتعلقة بحياة وإنجازات لينكولن.

 

 مولده ونشأته

 

وُلد أبراهام لينكولن في 12 فبراير 1809 في كوخ خشبي في مقاطعة هاردن (التي أصبحت الآن مقاطعة لارو) بولاية كنتاكي. نشأ في أسرة فقيرة جدًا، حيث عاش طفولته في ظروف متواضعة. فقد والده مزرعته بسبب نزاع قانوني على الملكية، مما دفع العائلة للانتقال إلى إنديانا عام 1816. تلقى لينكولن تعليمه الرسمي لمدة عام واحد فقط، ولكنه كان قارئًا شغوفًا، ما مكنه من تثقيف نفسه.

 

 بداية الحياة السياسية

 

دخل لينكولن عالم السياسة في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر عندما انتُخب عضوًا في مجلس نواب ولاية إلينوي. خلال فترة وجوده في المجلس، طوّر اهتمامه بالقضايا الاجتماعية والسياسية، خاصة تلك المتعلقة بتطوير البنية التحتية ومعارضة انتشار العبودية. في عام 1846، تم انتخابه عضوًا في مجلس النواب الأمريكي.

 

 

 موقفه من العبودية

 

كان أبراهام لينكولن من أبرز المناهضين للعبودية في الولايات المتحدة. رغم أن لينكولن لم يبدأ حياته السياسية كمدافع قوي عن تحرير العبيد، إلا أن رؤيته تطورت مع مرور الوقت، ليصبح أحد أشد المناصرين لإنهاء العبودية. في 1860، ألقى خطابًا شهيرًا في مدينة نيويورك أعلن فيه معارضته لانتشار العبودية في الولايات الجديدة.

 

 انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة

 

في 1860، تم انتخاب لينكولن رئيسًا للولايات المتحدة كمرشح عن الحزب الجمهوري. جاء انتخابه في وقت كانت فيه الولايات المتحدة على شفا الحرب الأهلية، حيث رفضت العديد من الولايات الجنوبية قبوله رئيسًا بسبب موقفه من العبودية. أدى انتخابه إلى إعلان سبع ولايات جنوبية انفصالها عن الاتحاد.

 

 

 الحرب الأهلية الأمريكية

 

أثناء فترة رئاسة لينكولن الأولى، اندلعت الحرب الأهلية الأمريكية بين الولايات الشمالية والجنوبية بسبب قضية العبودية والحقوق الفيدرالية. لعب لينكولن دورًا حاسمًا في قيادة الجيش الشمالي خلال الحرب والحفاظ على وحدة البلاد. كانت رئاسته تحديًا كبيرًا في ظل هذه الظروف الصعبة، ومع ذلك، أظهر قيادة قوية وحازمة. 

 

 إعلان تحرير العبيد

 

في 1 يناير 1863، أصدر لينكولن إعلان تحرير العبيد، الذي حرر جميع العبيد في الولايات التي كانت لا تزال متمردة ضد الاتحاد. هذا القرار كان تحولًا تاريخيًا في الحرب الأهلية، وأسس لمستقبل أمريكا باعتبارها دولة خالية من العبودية.

 

 

 

 إعادة انتخابه ووفاته 

 

في عام 1864، تم إعادة انتخاب لينكولن لفترة رئاسية ثانية، حيث كان يُنظر إليه كرمز للوحدة والأمل في المستقبل. ومع ذلك، لم يعش لينكولن طويلًا بعد انتهاء الحرب الأهلية. ففي 14 أبريل 1865، تم اغتياله في مسرح فورد في واشنطن العاصمة على يد جون ويلكس بوث، وهو ممثل متعاطف مع الجنوب. توفي لينكولن في اليوم التالي ليصبح أول رئيس أمريكي يتم اغتياله.

 

 

 إرثه التاريخي 

 

يعتبر أبراهام لينكولن أحد أعظم الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة. إن إنجازاته في إنهاء العبودية والحفاظ على وحدة البلاد في أحلك فتراتها جعلته رمزًا للحرية والعدالة. تستمر تأثيراته على المجتمع الأمريكي حتى يومنا هذا، حيث يُنظر إليه كرمز للعدالة والمساواة.

 

 

خاتمة

 

كان أبراهام لينكولن شخصية محورية في تشكيل الولايات المتحدة كما نعرفها اليوم. من خلال قيادته القوية في وقت الحرب، وتبنيه لمبادئ الحرية والمساواة، ترك لينكولن إرثًا لا يُنسى في التاريخ الأمريكي والعالمي.